كان يكبرها بثلاث اعوام وكانا قد اعتادا الذهاب للغابة.....
لم أكن أدري لماذا كان يردد في مسمعيا سلاف لاتبتعدي كثيرا .... سلاف لاتغيبي عن ناظري .... مرارا سمعت هذه الكلمات
الا ان تلك الطفلة بقيت تلهو وتلعب ..ولم تأبه بتلك الكلمات
كان اليوم خريفيا وأوراق الخريف الشاحبة قدانتثرت في الأرجاء .كان خوفا دفينا في عينيه . وكان شاحبا كالخريف.....رويد ....ألا تريد أن تلعب معي !؟
هيا أمسك بي ..وغدوت أركض بين الأشجار .....وصوت رويد لازال يناديني ..... سلاف عودي ابتعدت الا أن غاب عني ذاك الصوت الرخيم
وجدت نفسي وحيدة في الغابة وشعور بالوحشة مزق قلبي
وبفيت الطفلة تلهو وتلعب وحدها بالأوراق الحمراء . كان جمالها لافتا للأنظار قد ضاع الليل في سواد شعرها وانحنى ليلثم قبلتين في عينيها .فكانت عينيها سوداوين وشعرها اسودا فاحما.وكانت تغني بصوت لم يعرفه من قبل الوجود . صوت ملائكي تختلط فيه طفولتها بأنوثتها
من هناك .. رويد أأنت هنا .. ألحقتني .وركضت الفتاة لرويد انظر أوراق حمراء جميلة تعال معي .وأمسكت بيديه الباردتين. مابك يارويد يديك كقطعة ثلج وبقيت شففتا رويد مطبقتان لم تنطقا بأية كلمة
كان الجو باردا وكان رويد قد ثقل عليه المرض ... فارتمى جسده كملاك ...بريءنام على الأرض وكان هواء الغابة البارد يلثم وجنتيه ويرقص فوق رموش عينيه ..لكأنما وجود هذا الملاك قد أتم جمال الطبيعة .. كما العقد قد رصع بالألماس
كما لمسات الفنان الأخيرة على لوحته . كان رويد يعشق سلاف وقلبه المتيم ينبض شغفا بسلاف
كان معها كل يوم وهي كزهرة بنفسج تتفتح ألف عام وتكبر كل يوم في حديقته. يفهم طفولتها تختفي في خمسة عشرة أعوام . ويعرف كيف يلاعبها كقطة صغيرة ... ولم يرد للدموع أن تكون في عينيها البريئتين ...فأخفى عنها مرضه وظل صوته ينادي سلاف الا ان استجاب لمرضه في وسط الغابة وكان قلب سلاف الصغير يحس بعيني رويد .
وبقي رويد يصارع ألامه وحده وكانت رموشه قد أطبقت مبتلة بالدموع هو لأخر لحظة يحب أن يدخل الفرح لقلب سلاف .انه الأن كورقة خريف كحفنة ثلج تلعب بها الريح. ضاعت عني وليفتي في أخر لحظات حياتي وليت الدنيا تذهب وتكوني بقربي . أين يديك الصغيرتين تمسح جبيني .حبيبتي قبل ألأن لم ألفظها سامحيني
الا أن سلاف كانت مع شخص أخر بملامح رويد بوجه رويد بشكل رويد لكن ليس قلب رويد ليست روح رويد وليس رويد