السلام عليكم ورحمة الله
قرأت اليوم هذه القصيدة للكاتبة محاسن سبع العرب كتبتها اليوم في سيريا نيوز
لا اخفيكم ان دمعتي تغرغرت مرارا وانا اقرأ حاولت كفكفتها دون جدوى اليكم القصيدة
طفلين على سرير بارد
" بعد رؤيتي لطفلين من غزة على سرير في ثلاجة الموتى "
بالأمس كنتِ هنا ...
بقربي تلعبين ..
وتصرخين بذلك الخبث الطفولي المحبب :
(بابا)
هل تستطيع بيَ اللحاق ؟
لن تستطيع ..
بالأمس كنتِ هنا ..
تشكين من (ماما) التي
دوما ً تسرّح شعرك ..
(بابا ) .. لا أحب جديلتين ..
أحب واحدة على ظهري تميل ..
وخصلتين على الجبين ..
(بابا) ..
لم أعد تلك الصغيرة ..
أنا قد كبرت ..
انظر ..
بالأمس كنتِ هنا..
على بقايا ليليَ المعجون بالدم ..
تكتبين
وظائفا ً للمدرسة ..
تتأففين :
(بابا) مللت ..
إلعب معي ..
نلعب قليلا ..
ثم أكمل واجبي ..
حسنا حبيبي ؟
وأنا أحبكِ ..
طفلتي ..
يا قرة العينين ..
وأختكِ الصغرى ..
تحاول أن تقلد مشيكِ ..
أطياف ضحكتك الخجولة ..
واليوم قالوا لي :
تعال ..
بكل بساطة الدنيا
تعال ..
ابنتاك شهيدتان ..
والآن جئتك يا حبيبة ..
ماذا أرى ؟
تتمددين على سرير معدني بارد ..
بجوار أختك ..
هل تشعري بالبرد يا صغيرتي ؟
هل تشعري بالجوع ؟
لا يرعبنك منظر الدمّ الذي غطاك يا حبيبتي ..
لا يرعبنك ..
فهذه الدماء ..
مسك يغطي وجنتاك ..
صدقيني ..
هل آلموك ؟
لا عليك ..
هدئي من روع أختك ..
ودفئيها جيدا ..
إنك الكبرى ..
أتذكرين ؟
لا تنسي الصلاة قبل النوم يا حبيبتي ..
هل تشعري بالجوع يا صغيرتي ؟
لا تقلقي ..
فغدا ..
ستذهبين إلى هناك ..
حيث الجنان ..
وغدا سيطعمك الإله ..
كل ما قد تشتهين ..
لا تقلقي ..
لن تكوني وحدك ..
لن تكوني وحدك ..